مفردة العيد في القرآن الكريم والشعر
هل تعلم أنّ لفظ العيد معناه الأصلي أنّه لفظ مستقل وضعت لأجل الدلالة على هذا المعنى بالذات وهو أي يوم يناسب اجتماعياً إظهار الفرح والسرور ؛ لأنّه حدوث مناسبة السرور والابتهاج الاجتماعي وقد ورد مرة واحدة في القرآن الكريم وهذا دليل أصالة اللفظة وأنها قديمة كما قوله عز وجل:
( قال عيسى ابن مريم اللّهم ربّنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ) المائدة / 114
وهو يوم نزول المائدة على المسيح ( عليه السلام ) والحواريين .
وهل تعلم أنّ ( يوم الزينة ) الوارد في القرآن الكريم هو عيد للإنسانية بإقبال فصل الربيع حتى عرف بعيد الشجرة في اغلب البلدان ( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى )
طه / 59 .
فأكثر الروايات تؤكد أنّه يوم ( عيد نيروز ) ومعناه اليوم الجديد باللغة الفارسية الموافق ليوم ( شمّ النسيم ) عند المصريين وهو يوم الاعتدال الربيعي21/ 3 من كلّ سنة .
وعند المسلمين أربعة أعياد مهمة هي ( يوم الجمعة في نهاية كل أسبوع ، عيد الفطر المبارك ، عيد الأضحى المبارك ، وعيد الغدير الأغر )
يصف ابن المعتز عيد الفطر المبارك بقوله :
أهلاً بفِطْرٍ قد أنافَ هلالُه
فالآنَ فَاغْدُ على الصِّحاب وبكِّرِ
وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ
قد أثقلتْهُ حمولةٌ من عَنْبَرِ
ويصف ابن الرومي كذلك هلال شوال بقوله :
ولما انقضى شهر الصيام بفضله
تجلَّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ
كحاجبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمره
يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّربِ
إلا أنّ شاعر العربية الأكبر المتنبي متشائما من مجيء العيد فيخاطبه بقوله :
عيدٌ بأيّةِ حالٍ جئْتَ يا عيدُ
بما مضى أم بأمْرٍ فيكَ تجديدُ
أمّا الأحِبة فالبيداءُ دونَهم
فليت دونك بيدًا دونهم بيدُ
وهناك الكثير من الأوصاف في أشعار القدماء وقصائدهم الخالدة فهل يستطيع الشعراء المعاصرون اتخاذ مناسبة العيد غرضاً لقصائدهم أم إنّ همومهم وجراحات أوطانهم قد أنستهم فرحة العيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق