الأحد، 16 يونيو 2013

ثقافة التسامح في الخِطاب النَّبوي


ثقافة التسامح في الخِطاب النَّبوي
 د . مرتضى  الشاوي

بسم الله الرحمن الرحيم
( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف / 199
       الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى( صلى الله عليه وآله ) خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
المقدمة
        تتوقف الحركة الثقافية والعلمية عند التزود من معين النصوص النبوية في إشاعة ثقافة التسامح والألفة والمحبة والتعاون والحوار وتجنب ثقافة العنف واللا حوار ، فالتسامح بوصفه مفهوماً هو امتزاج ما بين الفكر والأخلاق ، والتعبير عن موقف فكري من جهة ، وموقف أخلاقي من جهة أخرى ، وربما تكون سجية من سجايا الإنسان التي من الله سبحانه وتعالى عليه  .
       حرص البحث أن يقدم نماذج من صفات الإنسان المتسامح وفق المنظور الإسلامي ، و المتوشح بالخطاب النبوي العام في ضوء الأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت إلى التحلي بهذه الصفات ؛ لأنّها جزء من أخلاق المسلم بل هي دليل العاقل والعارف ، فوصايا الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) في هذه المضامين كثيرة ومتنوعة وتشكل رافداً تربوياً ومنهجاً اخلاقياً ، وهو قدوة للمؤمنين ومناراً للإنسانية جمعاء ، فكان النبي ( صلى الله عليه و آله ) معروفاً بخَلقه وخُلقه وسيرته مع جلسائه ، لقد وصفه القرآن الكريم ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم / 4 ، وقال عن نفسه ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ، فكتب السيرة والتاريخ تنقل عنه كلّ شيء وكذلك كتب المتون والأحاديث وكتب التاريخ ، فعلى المسلم أن يتزود منها  بإخلاص ، وأن يتحلى بها .
     وقف البحث عند تمهيد عن  مفردة التسامح لغة واصطلاحاً ، ثم بيّن الصفات القرآنية للمتسامح  من تواضع وحِلمٍ وعبادة وخوف من الله ، واعتدال في السلوك ، والإخلاص في التوحيد ، وعدم الاعتداء على الآخرين ، وترك الفواحش الأخلاقية ، وترك الكذب وترك الشهادة بالكذب واحترام آيات الله ؛ لأنها مصاديق معرفية دالة على القدوة الحسنة .
 ثم عرض مظاهر التسامح في الخطاب النبوي في ضوء الإشارة إلى بعض الأحاديث النبوية بإيجاز ولا بد أن نؤكد دائماً جانب الأسوة والقدوة في صفات الرسول (صلى الله عليه وآله ) التي تحدث عنها القرآن الكريم وأشار إليها في سياق الأسوة والقدوة ونحن في ذلك نكون مصداقاً لقوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب / 21
 يهدف البحث إلى غايتين :
1- التركيز على جانب معنوي وأخلاقي هو إشاعة ثقافة التسامح  كما يوصي بها النبي الأعظم في أحاديثه الشريفة ، ودرره العبقة لأجل تربية جيل مثقف واع تحكمه الأخلاق  والآداب والسنن التي صدرت من خاتم الأنبياء .
2- البحث في تراث النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أقوال حكيمة بما ينسجم مع سلوك الإنسان المعاصر لكي يكون قدوة للآخرين .
 تمهيد : التسامح لغةً واصطلاحاً :
    يراد من التسامح في الشيء في المعنى اللغوي ، التساهل فيه ، والمسامحة هي المساهلة والتَّساهُل هو التسامُح واسْتَسْهَلَ الشيءَ عَدَّه سَهْلاً( 1) ، على الرغم من أن العربية لا تنطوي على مفهوم واضح للتسامح بالمعنى المعاصر للكلمة .
   إنّ التسامح نابع من السماحة ، وهو اعتراف بثقافة الآخر، وتفاهم جماعي متبادل بين مختلف الفئات والشعوب .
وقد ورد عن التسامح اصطلاحاً في تعريفات الجرجاني :
( هو استعمال اللفظ في غير الحقيقة ، بلا قصد علاقة معنوية ، ولا نصب قرينة دالة عليه اعتماداً على ظهور المعنى في المقام ، فوجود العلامة بمعنى التسامح ، أي يرى أحداً لم يقل إن قولك : رأيت أسداً يرمي في الحمام ، تسامح ، وهو ألّا يعلم الغرض من الكلام ، ويحتاج في فهمه إلى تقدير لفظ آخر )( 2) .
وكذلك تعني ( المسامحة ترك ما يجب تنزيهاً )( 3 ) ، علماً أنّ ( السماحة هي بذل ما لا يحب تفضلاً )( 4 ) ، والتسامح عند علماء اللاهوت هو الصفح عن مخالفة المرء لتعاليم الدين كما هي هو الديانات .
الصفات القرآنية للمتسامح :
 يعطي القرآن للمؤمنين أوصافاً كثيرة ، لأنهم أصحاب التسامح ، وتعدّ صفات حسنة للمتقين بشكل عام يجب التحلي بها منها( 5 ):
1-             التواضع : قال تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) ( الفرقان / 63 ).
2-             الحلم : قال تعالى : ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) ( الفرقان / 63).
3-    العبادة والخوف من الله : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) )  ( الفرقان : 64- 65
4-    الاعتدال في السلوك الشخصي : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) (الفرقان/ 67) .
5-    الإخلاص في التوحيد  : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) ( الفرقان / 68 )
6-             عدم الاعتداء على الآخرين : قال تعالى : ( وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) ( الفرقان / 68 )
7-             ترك الفواحش الأخلاقية : قال تعالى : ( وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) ( الفرقان / 68)
8-    ترك الكذب وترك الشهادة بالكذب : قال تعالى : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)( الفرقان /72 )

9-    احترام آيات الله : قال تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ) ( الفرقان /  73 )
10-   القدوة الحسنة : أي يضعون أنفسهم قدوة حسنة للآخرين فيكون سلوكهم نموذجاً قال تعالى :( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) ( الفرقان / 74 ) ، فهذا ليس مجرد ادعاء ، بل هو سلوك وممارسة عمل بحيث يكونون قدوة للآخرين .
      وهناك إرشادات للقرآن في السيطرة على الغضب ، فينبغي لمن سلك مادة التربية والتعليم أن يسيطر على قوته الغضبية ( 6 ) ، وهكذا تبدو ثقافة العفو والصفح بارزة في النص القرآني كما تشير الآيات الكريمة إليها :
-       ( وَلَا تَسْتَوِي الْحسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ( فصلت / 34 )
-       ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )( آل عمران / 133- 134 )
-       ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) ( الشورى / 37)
-       ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) ( الحجر / 85 )
-  ( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( النور / 22 )
-       ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( المائدة / 13 )
-       ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )( الأعراف / 199 )
-       ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا  ) ( الفرقان / 73 )
         ويتضح من ذلك إنّ باب العفو والصفح من المضامين القرآنية التي دعا الله سبحانه وتعالى عباده إلى التحلي بها ، والعفو عند المقدرة هي سمة من سمات الإنسان الرفيع والمخلص في إيمانه ، وتبدو علامات العفو وتباشير الصفح بارزة ؛ لأنها سجية قد فطرها الله به وزادها حسن معاملة وطيب الأخلاق .
       وقد نص الخطاب النبوي تأكيداً عليها كما جاء في أقوال منقذ البشرية منها : قوله :( عليكم بالعفو ، فإنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فتعافوا يعزكم الله )( 7 ) ، أو قوله ( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )(  8 ) ، أو ( إنّما بعثت لأتمم حسن الأخلاق )( 9 )، أو ( عليكم بمكارم الأخلاق ، فإن الله عز وجل بعثني بها ، وإنّ من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويصل من قطعه ، وأن يعود من لا يعوده )( 10 ) .
    فثقافة التسامح تتوشح بالألفة والرفق والمداراة والعفو والصفح والمسامحة وإتباع الحق والتجرد من العصبية وغيرها .
     فليس هناك أيّ لون من التعصب لدى الناس فهم أخوة في الإنسانية والإسلامية ، وقد حذر الرسول الكريم (  صلى الله عليه وآله ) من التعصب والعصبية ، إذ روي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : ( من كان في قلبه حبة خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة من أعراب الجاهلية )( 11 )، وكذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام )، أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من تعصَّب أو تُعُصِّب له فقد خلع رِبقَ الإيمان من عنقه )( 12 )، وكذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبية )( 13 ) ؛ لأنّ من أخلاق الوحدة الإسلامية التجرد والتحرر من العصبية والالتزام بالحق ، كما إنّ من أخلاق الخلاف والفرقة ( العصبية ) .
مظاهر التسامح في الخطاب النبوي :
        لقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينطلق في تعامله مع الناس كافة على أساس كلهم كأسنان المشط ، وكلهم من آدم وآدم من تراب إمّا أخوك في الدين أو أخوك في الخلق ،  كما ذكرها امير المؤمنين ( عليه السلام )على الرغم من الاختلاف ، فالتعارف هو التعامل الحسن كما في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات / 13
وقد جاء الخطاب النبوي صريحاً على أن لا فرق بين الناس إلا بالتقوى ، وهو المعيار العام كما جاء في أقوال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) وقد حرصت السنة النبوية إبراز تلك الجوانب في المسامحة الإنسانية :
-   قوله : ( إنّ ربكم واحد ، وإنّ أباكم واحد ، ودينكم واحد ، ونبيكم واحد ، ولا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ، ولا أحمر على اسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى )( 14)
-   قوله : ( إنّ الناس من آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لأفضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى )( 15) .
 -  ( يا أيّها الناس إنّ العربية ليست بأب والد، وإنما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي، ألا إنكم ولد آدم، وآدم من تراب ، والله لعبد حبشي أطاع الله خير من سيد قرشي عاص لله ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم )( 16 )
  وقد بيّن الخطاب القرآني الكريم معالم  شخصية الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله ) كما أشارت الآيات الكريمة إلى تلك المعالم الحميدة والصفات الفاضلة :
-       ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( الأحزاب / 21)
-       ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ) (الضحى / 6)
-       ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) ( الكهف / 6)
-       ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) ( التكوير / 19 -21 )
-  ( وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ( الشورى / 15)
-   ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ( التوبة / 128 )
-  ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ( آل عمران / 159 )
-    ( طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ) ( طه / 1-2 )
-    ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( القلم / 4 )
      وفي هذا مدعاة إلى الانفتاح على الإنسان مهما كانت درجة علاقته بك أو عدم علاقته فهو إنسان قبل كلّ شيء ، وإنّ هناك أكثر من مشترك بينك وبينه ويكفيان أن يكون إنساناً ، وليس مخلوقاً من جنس آخر ؛ لكي تحبه ، وتحاوره ، وتقلص من مسافات البعد والخلاف بينك وبينه( 17).
      وتظهر في صحيفة المدينة التي أعلنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله  ) حين دخل يثرب الاسم الأول للمدينة المنورة ، مدى الحرص على إقامة مجتمع مدني متسامح ، تنفتح فيه الجماعات على بعضها تفاعلاً ، وتبادلاً بدون عنف أو قسر ففي أول خطاب ألقاه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإنّ بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف )( 18 ) .
وقد جاء في وصيته ( صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) تاكيد على هذه الثقافة الانسانية  :
( يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال : إنصافك من نفسك ومساواة الأخ في الله وذكر الله على كل حال )( 19 ) ، وكذلك  قوله : ( يا علي : ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام ، والصبر على الأذى )( 20) وكذلك الابتعاد عن الشتم كما في وصيته لمعاذ بن جبل ( وإياك أن تشتم مسلماً )( 21 ) ، والتنبيه على سؤ الخلق شؤم ( 22 ) .
      وكذلك المداراة كما في قوله : ( مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش ) ( 23) ، والترغيب في حسن الخلق فهو يثبت المودة (24 ).
ومن ذلك كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي كتبه بين المهاجرين والأنصار لموادعة اليهود التي تتضمن كثير من العهود والمواثيق والإقرار على الدين والأموال فيما بينهم( 25 ).
     فضلاً عن المؤاخاة التي آخ فيها الرسول بين الأنصار والمهاجرين وهي أولى  بوادر الألفة والمحبة والتسامح والتعايش الاجتماعي بحسب قوله (صلى الله عليه واله ) :  ( تآخوا في الله أخوين أخوين ) ( 26 )، فكان الإمام علي  أمير المؤمنين ( عليه السلام  ) أخ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )  بقوله ( هذا أخي ) .
     وللرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله ) أحاديث جمّة في آداب معاشرة ، تدخل في ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي بين أبناء الأمة الواحدة أو مع أقوام آخرين ، فقد كان يحذر المؤمنين من شرار الناس  بقوله ( صلى الله عليه و آله ): ( ألا أنبئكم بشرار الناس ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من نزل وحده ومنع رفده ، وجلد عبده ، ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من لا يقبل عثرة ولا يقبل معذرة ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره . ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه )( 27) ، وفي هذا النص النبوي درس كبير عالي المضامين على التسامح ، والتأكيد على صفات الأشرار لتجنبهم  والابتعاد عنهم .
       وقد تجلى في الخطاب النبوي  كثير من الفهم الحقيقي للإحترام ، فالأخوة الإسلامية نابعة من صميم الأبوة المحمدية ، إذ قال في خطبة الوداع : ( أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمنّ أن كل مسلم أخ للمسلم وان المسلمين أخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمنّ أنفسكم اللهم هل بلغت )( 28).
       فليس هناك أيّ لون من التعصب لدى الناس فهم أخوة في الإنسانية والإسلامية ، وقد حذّر الرسول الكريم من التعصب والعصبية .
إذ روي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ):( من كان في قلبه حبة خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة من أعراب الجاهلية )( 29).
وهناك كثير من المضامين الدالة على ثقافة التسامح في الخطاب النبوي يمكن الإشارة إلى أهمها :  
1- العفو والصفح :
-       قال رسول الله : ( يسرّوا ولا تعسروا وبشّروا ولا تنفروا )( 30 ) .
-    قال رسول الله في إحدى خطبه : ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك )
( 31  ) .
-       قال رسول الله :( عليكم بالعفو فإنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فتعافوا يعزكم الله )( 32).
2- الخلق الحَسَن :
-       قال رسول الله : ( إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل اجر الصائم القائم )( 33 ).
-       قال رسول الله : ( أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً المؤطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم )( 34 ) .
3- الصدق في القول :
-  قال رسول الله : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )( 35).
4- الحلم والتحمل :
-       قال رسول الله : ( ما أعز الله بجهل قطّ لا أذلّ بحلم قطّ )( 36 ).
-       قال رسول الله : ( إنّ الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف )( 37 ).
5- البشاشة في اللقاء :
-       قال رسول الله : ( ألق أخاك بوجه منبسط )( 38 )
-       قال رسول الله : ( إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر ) (39) .
6- الوفاء بالوعد والعهد :
-       قال رسول الله : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان )( 40 ).
7- حفظ اللسان :
-        قال رسول الله : ( نجاة المؤمن في حفظ لسانه) (41).
-        قال رسول الله : ( من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه )( 42 ).
-        قال رسول الله : ( إنّ كان في شيء شؤم ففي اللسان )(43) .
8-  المداراة :
-   قال رسول الله : ( ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل )( 44) .
-       قال رسول الله : ( أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض)( 45) .
-       قال رسول الله : ( مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش )( 46 ) .
9- الرفق  :
-       قال رسول الله : ( مدارة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش) ( 47 ) .
-       قال رسول الله : ( الرفق يمن والخرق شؤم )( 48 ) .
-       قال رسول الله : ( إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا تزغ من شيء إلا شانه ) ( 49 ) .
-       قال رسول الله : ( ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمها أجراً وأحبهماً إلى الله عز وجل أرفقهما بصاحبه )(  50 ) .
وغيرها من الأحاديث  النبوية الشريفة التي يمكن أن يتعرف عليها المسلم ويتكيّف معها ، لتكون له نوراً يستضاء به .
وفي الختام يجدر بنا أن نشير إلى أن أحد أسباب تأسيس هو حالة التسامح الحاكمة على علاقات المسلمين مع إتباع الأديان الأخرى ، وكذلك مع بعضهم البعض( 51)، ويمكن أن نؤكد أنّ الإنسان بطبيعته يميل إلى التعايش والتعايش ، فلا بد أن يكلل بالتسامح ، وقد أولى الإسلام أهمية كبرى لهذه الثقافة التي ترجمها الخطاب النبوي ، وقد أشرنا إلى نماذج منها دلالة على أهمية الموضوع بحسب الرؤية الإسلامية  .
نتائج البحث
       حرص البحث أن يقدم نماذج من صفات الإنسان المتسامح وفق المنظور الإسلامي المتوشح بالخطاب النبوي العام في ضوء الأحاديث  النبوية الشريفة التي أشارت إلى التحلي بهذه الصفات ؛ لأنّها جزء من أخلاق المسلم .
ولعل أهمية البحث هي سمة مميزة تشير إلى الغاية الحقيقية لكتابة البحث  وهي :
1-  يهدف البحث إلى الكشف عن أهمية ثقافة التسامح لدى أفراد المجتمع وإشاعة ثقافة العفو والصفح في التعامل مع الآخر متخذاً من النص النبوي خطاباً هادفاً في إشاعة ثقافة التسامح في حفظ الحياة الاجتماعية واحترام الآخر .
2-  وقف البحث عند معنى التسامح لغة واصطلاحاً بوصفه مرادفاً للرفق ومضاداً للعنف الذي يمثل الشدة والقسوة ، ومدى الفرق بينه وبين العنف من حيث اللغة والاصطلاح ، فالتسامح يمثل صفة اللاعنف  في معناه العام   .
3- إبراز ثفافة التسامح بإيجاز وبيان مزاياه ومعرفة أهميته من منظور اجتماعي والنظرة إليه في ضوء رؤية الخطاب النص القرآني ففي القرآن الكريم هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش وهناك رؤية السنة النبوية المؤكدة لذلك .
4-  إدراك سر الخطاب الإسلامي في اعتداله وتوازنه من اجل بناء الإنسان القويم هي ثقافة نبوية هادفة .
5-  ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي والتأكيد عليها  لدى عامة الناس في جانب المحبة والتسامح والاعتدال والحوار البناء وفقا للخطاب القرآني والنبوي .
6- التأكيد على ثقافة التسامح بين أبناء الوطن على الرغم من تعدد أطيافه العرقية والمذهبية والقومية ؛ لأجل أن يعيشوا بسلام ، فالإسلام في توازنه كفل الحرية العامة للناس في العيش في الحياة الدنيا وجاء ذلك في الخطاب النبوي  .
7-  محاولة إشاعة اثر التسامح والاحترام المتبادل بين أبناء المجتمع  وبيانه من وجهة نظر إسلامية في ضوء النص القرآني والنبوي .
8- إنّ التسامح الذي يدعو إليه الإسلام لتنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم أو بين أنفسهم  ليس هو نوع من الانفلات واللا مسؤولية ، بل هو التسامح المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعايش الاجتماعي في المجتمع أو على مستوى الفرد  وهو ما يعرف بالتعايش السلمي في وقتنا المعاصر .
الهوامش :
[1] - لسان العرب – سهل : 11/ 349 .
[2] - التعريفات : 45
[3] - المصدر نفسه  : 172
[4] - المصدر نفسه  : 100
[5] - تأملات قرآنية حول التقوى : 90- 91 .
[6] - أسس التربية والتعليم في القرآن والحديث : 85
[7] – الأصول من الكافي – باب العفو ، ح 5 : ج2 / 339
[8] - كنز العمال ، ح  31969 :11 / 559
[9] – المصدر نفسه ، ح 5218 : 3 / 33
[10] - بحار الأنوار : ح 66 / 375
[11] - الأصول من الكافي – باب العصبية ح 3 : 2 / 439 .
[12] - المصدر نفسه  - باب العصبية ح2 : 2 / 439
[13] - سنن أبي داود ، ح 5121 : 4 / 494.
[14] - كنز العمال ، ح  5652 : 3 / 173
[15] - بحار الأنوار:  ج 7 /  239
[16] – المصدر نفسه : ج 7 /  239
[17] - الفهم الحضاري للخطاب القرآني وأثره في المجتمع العراقي الحديث ، د. شلتاغ عبود ، مجلة المبين ع 1 ، نيسان سنة 2005م  : 143 .
[18] - سيرة النبي ( ص ) أبو محمد عبد الله بن هشام  : ج 2 / 65 ، و دلائل الخيرات في كلام سيد السادات : 12 .
[19] -  تحف العقول عن آل الرسول : 28
[20] - المصدر نفسه : 29
[21] - المصدر نفسه : 46
[22] - المصدر نفسه : 64
[23] - المصدر نفسه : 62
[24] - ينظر : المصدر نفسه : 65
[25]- ينظر : سيرة ابن هشام : 2 / 66-67
[26] - المصدر نفسه : 2 / 68
[27] - تحف العقول : 47 .
[28] - سيرة ابن هشام : 4 / 147.
[29] - الأصول من الكافي  – باب العصبية ح 3 : 2 / 439
[30] - كنز العمال ، ح 5326 :  ج 3 / 71
[31] - الأصول من الكافي - باب العفو : ح 1 : 2 / 339
[32] - المصدر نفسه -  باب العفو : ح 5 : 2 / 339
[33] - المصدر نفسه - باب حسن الخلق : ح 5 : 2 / 335
[34] – المصدر نفسه  ، ح 16 : 2 / 336
[35] - كنز العمال ، ح  6861 : 3 / 614
[36] - الأصول من الكافي - باب الحلم ، ح 5 : 2 / 341
[37] - المصدر نفسه – باب الحلم ، ح 8 : 2 / 341
[38] - المصدر نفسه – باب حسن البشر، ح 3 : ج2 / 337
[39] - المصدر نفسه  - باب حسن البشر ، ح 1 :  ج2 / 336
[40] - كنز العمال ح 842  :1 / 295
[41] - الأصول من الكافي - باب الصمت وحفظ اللسان ، ح 9 : 2 / 342
[42] - المصدر نفسه – باب الصمت وحفظ اللسان ، ح 15 : 2 / 343
[43] - المصدر نفسه – باب الصمت وحفظ اللسان ، ح 17 : 2 / 343
[44] - المصدر نفسه - باب المداراة ، ح 1 : 2 : 344
[45] - المصدر نفسه – باب المداراة ، ح 4 : 2 : 344
[46] - المصدر نفسه  – المداراة ، ح 5 : 2 / 344
[47] - المصدر نفسه  - باب المداراة ح 5 : 2 / 344
[48] - المصدر نفسه  – باب الرفق ، ح 4 : 2 / 345
[49] - المصدر نفسه  - باب الرفق ، ح 6 : 2 / 345
[50] - المصدر نفسه – باب الرفق  ، ح15 : 2 / 346
[51 ]- ينظر : دور ثقافة الحوار في نبذ الطائفية : 116
المصادر
1-      القرآن الكريم
2-  أسس التربية والتعليم في القرآن والحديث : الشيخ محمد رضا فرهاديان ، تعريب : السيد علي اشرف ، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي ، ط2 ، قم المقدسة،  1417 هـ .
3-  الأصول من الكافي : أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، تصحيح : علي أكبر الغفاري  ، مطبعة ثامن الأئمة ع ، قم ، 1426ه ـ= 2005م .
4-    بحار الأنوار : الشيخ محمد باقر المجلسيى ، مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان ، ( د. ت ) .
5-    تأملات قرآنية حول التقوى : السيد صدر الدين القبانجي ، إعداد وتحيق : مكتب إمام جمعة النجف الأشرف ، النجف ، ط1 ، 1426هـ .
6-   تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة البحراني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 1 ، 1426ه = 2005 م  .
7-    التعريفات : علي بن محمد الجرجاني ، دار إحياء التراث العربي ، ط1، بيروت  ، 2003 .
8-     دلائل الخيرات في كلام سيد السادات ، فاتن محمد خليل اللبون ، مؤسسة التاريخ العربي ، ط1 ، 1425ه = 2004م .
9-    دور ثقافة الحوار في نبذ الطائفية ، د . لاله افتخاري  ضمن مجلة رسالة الثقلين ع 67 ، س 17 ، خريف سنة 1432 ه = 2010م .
10-سنن أبي داود ، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ( د . ت )
11-سيرة النبي ( ص ) : أبو محمد عبد الله بن هشام ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، ، دار الطلائع القاهرة ، 2005 م .
12-الفهم الحضاري للخطاب القرآني وأثره في المجتمع العراقي الحديث :   د . شلتاغ عبود  ، مجلة المبين ع 1 ، نيسان سنة 2005م  ، مطبعة دار الضياء ، ط1 ، النجف الاشرف1426هـ = 2005م .
13-كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، علي بن حسام الدين المتقي الهندي ،  مؤسسة الرسالة - بيروت 1989م .
14- لسان العرب – سهل : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، ط1 ،  دار صادر – بيروت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق