مظاهر
التعايش الاجتماعي بين الناس
( قضائي القرنة والمدينة أنموذجاً )
د . مرتضى الشاوي
بسم
الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات / 13
مقدمة
إنّ العراق في الماضي والحاضر والمستقل بلد التنوع الديني والمذهبي
والعراقي والسياسي ، بل هو بلد الاختلاط
بأطيافه ومكوناته وقومياته ودياناته ومذاهبه وعشائره المتنوعة ، ولم تكن هذه الظاهرة حديثة وطارئة
على العراق فحسب ، بل هي قديمة قدم العراق ، فكلّ مكون من مكونات الشعب العراقي ،
وكل تركيب فيه يمتلك تاريخه الفكري
والعقائدي السياسي والتراثي واللغوي ، فلا المسلمون وحدهم طارئون على العراق ولا المسيحيون وحدهم كذلك ،
ولا غيرهم من الملل والنحل ، كذلك لم يكن عرب العراق غرباء على الجسم ، ولا اكراده
، ولا تركمانه ، ولا أيّ قومية من القوميات التي تشارك في تكوينه ، فهذا هو العراق منذ زمن بعيد حديقة غناء ،
ومساحة مذهلة من التنوع ، وإنّ التنوع الديني والمذهبي والعرقي لأيّ مجتمع من
المجتمعات البشرية دليل عافية وقوة ومنعة ، وإنّ التنوع الاجتماعي نعمة من الله
تعالى على بعض البلدان والعراق واحد منها (1)
.
وغالباً ما تشتعل نيران الاحتراب
والتطاحن بسبب التعصب بين الأخوان أو أبناء الشعب الواحد لأسباب متنوعة وربما تكون
محدودة ، حتى ينسى الفرد نفسه وأهله
وجيرانه وأصدقائه ، فيقتل ويبيد على الهوية – أي لمجرد كون الشخص ينتمي إلى طائفة
أخرى أو عرق آخر كما حدث ويحدث هذه الأيام من قبل بعض الزمر المتعصبة المتطرفة في
مناطق وسطى من العراق وبعض مناطق شمال العراق وبعض مدن الأخرى المجاورة بدافع من أجندة خارجية أو داخلية لأهداف سياسية وإقليمية وعنصرية يمقتها الإسلام
خصوصاً والرسالات الإلهية عموماً .
إنّ أعداء الإسلام والأمة الإسلامية يعملون باستمرار من أجل التركيز على
نقاط الخلاف وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة ، بل يضعون العدسات
المكبرة في كثير من الأحيان ، ويطلقون الأصوات المنكرة ، ويملؤن الدنيا ضجيجاً من
أجل تأكيد ذلك (2) .
أثبت هذا البحث أنّ مناطق شمال البصرة بتكاتفهم
العشائري وتمسكهم بوحدة الإسلام وحرمة الدم أنهم أوفياء وتمسكهم بآراء مرجعيتهم
الدينية ، على الرغم من الظروف الاقتصادية
والاجتماعية التي مروا بها ويمرون بها ،
ومن المضطهدين في أيام النظام السابق إلا أنّ مجتمعهم خالٍ من الأمراض النفسية
والعصبية والسلوكية المتهرئة التي تؤجج المشاعر في نكران الآخر .
و في هذا البحث نسلط الضوء حول
التعايش الاجتماعي بين الناس في مناطق عرفت حالياً بمنطقة شمال البصرة وتضم قضائي القرنة والمدينة بنواحيهما الأربعة :
ناحية الدير والنشوة ، وناحية الإمام الصادق ( ع ) وناحية عز الدين سليم .
فكانت له وقفة في تمهيد عند مفهوم التعايش الاجتماعي من منظور إسلامي ، وقد
تجلى في الخطاب النبوي مقارنة بالنص القرآني .
ثمّ مظاهر التعايش الاجتماعي بحسب
التواجد البشري من مكونات الشعب وفق الوجود المذهبي والعقائدي ، وبعد ذلك كانت له
نظرة في مقومات المواطنة في منطقة شمال البصرة ، وختم البحث بعدة نتائج موضوعية
ذات أهمية في الدرس الأكاديمي .
تمهيد
: التعايش الاجتماعي في الخطاب
النبوي
لقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينطلق في تعامله مع الناس كافة
على أساس كلّهم من أدم وأدم من تراب ، أما أخوك في الدين أو أخوك في الخلق وفي هذا
مدعاة إلى الانفتاح على الإنسان مهما كانت درجة علاقته بك أو عدم علاقته فهو إنسان
قبل كلّ شيء ، وإنّ هناك أكثر من مشترك بينك وبينه ويكفي أن يكون أنساناً وليس
مخلوقاً من جنس آخر لكي تحبه وتحاوره ، وتقلص من مسافات البعد والخلاف بينك وبينه
(3) .
وتظهر صحيفة المدينة التي أعلنها رسول الله ( ص ) حين دخل يثرب ذلك الاسم
الأول للمدينة المنورة ، مدى الحرص على إقامة مجتمع مدني متسامح ، تنفتح فيه
الجماعات على بعضها تفاعلاً ، وتبادلاً بدون عنف أو قسر ففي أول خطاب ألقاه الرسول
( ص ) قال : ( فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ، ومن لم يجد
فبكلمة طيبة ، فإنّ بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف )( 4) ، حتى جاء
في وصيته لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال :
إنصافك من نفسك ومساواة الأخ في الله وذكر الله على كلّ حال )( 5)، وكذلك قوله (
صلى الله عليه وآله ) : ( يا علي : ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام
، والصبر على الأذى )( 6) ، والابتعاد عن الشتم كما في وصيته لمعاذ بن جبل ( وإياك
أن تشتم مسلماً ) (7) ، والتنبيه على سؤ الخلق شؤم (8) .
وكذلك المداراة كما في قوله ( مداراة
الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ) (9)، والترغيب في حسن الخلق فهو يثبت
المودة (10)، وبعد ذلك كتاب رسول الله الذي كتبه بين المهاجرين والأنصار لموادعة
اليهود التي تتضمن كثير من العهود والمواثيق والإقرار على الدين والأموال فيما
بينهم(11)، فضلاً عن المؤاخاة التي آخ فيها الرسول بين الأنصار والمهاجرين ، وهي
أولى بوادر الألفة والمحبة والتسامح
والتعايش الاجتماعي بحسب قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( تآخوا في الله أخوين
أخوين )( 12 ) ، وكان الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخ لرسول الله (
صلى الله عليه وآله ) بقوله ( هذا أخي ) .
وللرسول الكريم أحاديث جمّة في آداب
معاشرة تدخل في ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي بين أبناء الأمة الواحدة أو مع
أقوام آخرين .
كان يحذر الرسول الكريم صلى الله عليه وآله المؤمنين من شرار الناس بقوله (
ألا أنبئكم بشرار الناس ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من نزل وحده ومنع رفده
، وجلد عبده ، ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ ، قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من لا
يقبل عثرة ولا يقبل معذرة ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول
الله . قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره . ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذك ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه )( 13)، وفي النص النبوي درس كبير عالي المضامين على
التعايش السلمي والتأكيد على صفات الأشرار للتجنب والابتعاد عنهم .
أولاً : التعايش الاجتماعي بين أبناء
المذهب الإسلامية
أ- مظاهر التعايش الاجتماعي بين مذهبين شعيين
: المذهب الأمامي الأصولي والمذهب الشيخي :
1-
وحدة الدين :
إنّ الدين الإسلامي يدعو إلى التسامح والمحبة والتآزر والتضامن والوحدة ،
والقرآن الكريم دعا البشرية إلى الحوار كما جاء في قوله تعالى ( وجادلتهم بالتي
أحسن ) النحل / 125، وقوله تعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )
آل عمران / 159 ، و قوله :( وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ) البقرة
/ 237 ، وقوله :( وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا ، فإنّ الله غفور ) التغابن / 14 .
2- اللغة واللهجة معاً :
إنّ اللغة العربية الفصحى هو الرابط الثقافي بينهم ، فلغة الخطاب الديني
والمعرفي والأكاديمي لغة القرآن الكريم تضاف إلى رابطة الدم والنسب ، إنّ أبناء
المذهبين جميعاً يرجعون إلى قبائل عربية أصيلة تعود إلى قحطان وعدنان
ومضر وربيعة وأغلبهم نازحون من مناطق الجزيرة العربية حاضرها وباديتها ، مما
احتفظت لغة الجنوب بأصالة لغة العرب ، فهي قريبة من لغة القرآن على الرغم من
الظواهر اللغوية التي يتكلم بها أبناء العشائر باللهجة الجنوبية الدارجة ، إلا أنّ
لغة الخطاب الحسيني حافظت على لغة الأم لديهم ، وهي لغة القرآن الكريم ، فضلاً عن
التوعية الأكاديمية في مدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ومعاهد المعلمين
والكليات التي استحدث مؤخراً ، وغيرها من
الندوات وحلقات الدرس بأنواعها وأطروحتها .
3- مخاطبات السلام والتحية والتعامل
الإنساني في معاملات البيع والشراء والتهاني والتعازي أو عبارات الدعاء ، فعبارات
التحية وحدت القلوب قبل أن توحد الألسن ( السلام عليكم ) و( وعليك السلام ) أو (
عظم الله أجوركم ) أو ( مأجورون ) و( يرحمكم الله ) و( أثابكم الله ) ( وعيدكم
مبارك ) و( كل عام وأتم بخير ) وغيرها .
4- المجاورة والتزاوج والمصاهرة :
إنّ للتزاوج والمصاهرة والمجاورة آثاراً ايجابية تعزز ثقافة التسامح
والتعايش ، وهذا يدلّ على انفتاح العراقيين على بعضهم ما بين سنة وشيعة أو شيعة فيما بينهم وما بين عرب وأكراد وتركمان
.
وإنّ مناطق شمال البصرة بتكاتفهم
العشائري قد أملى عليهم واقع الحال من
التكافل الاجتماعي بطريقة التزاوج والمصاهرة بسبب المجاورة المكانية ، فالبيئة
هدمت كلّ أسوار التباعد ، فألاحظ كثير من الأسر ما بين المذهبين هناك أواصر كثيرة
تربطهم منها التزاوج والمصاهرة ؛ مما قويت رابطة النسب والدم ( بالعمة والخولة )
إذا جاز التعبير، وهذا الأمر واضح وبين بشكل ملحوظ في مناطق جنوب العراق .
5- التلاحم الأخوي في مجالس تعازي مأتم
الحسين ( عليه السلام ) كنا نلاحظ حضورهم
في دائرة التشابيه التي تنعقد سنوياً في يوم عاشوراء في مناطق متعددة ، ولا سيما
منطقة السوق من قضاء المدينة وغيره .
كم لاحظنا في أجواء شهر محرم الحرام أيام عاشوراء المفجعة وزيارات الحسين (عليه
السلام) أسراً تحضر إلى المجالس الحسينية وتطبخ في قدور كبيرة ما تقدمه للناس محبة
بالإمام الحسين ( ع ) مما يعزز التكافل الاجتماعي .
وقد تلمسنا أكثر من التقارب على الرغم
من الاعتقادات إلا أنّ خدمة زوار الحسين (عليهم السلام ) إذ إنّ المشي المقدس نحو
كربلاء ، قد زاد التعاون بين أفراد المنطقة الواحدة وتقاربت النواحي والأقضية فيما
بينها .
ب- مظاهر التعايش الاجتماعي بين أبناء
مذهب الأمامي الأصولي والمذهب السني :
على الرغم من الأغلبية من الناس هم من مقلدي العلماء على مذهب أهل البيت (عليهم
السلام ) ومن شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلا أنّ قضاء القرنة يسجل نوعاً
من التعايش الاجتماعي في التقارب بين أبناء المذهب الشيعي والسني ، وهذه المعايشة
قديمة لها جذور ممتدة في التقارب ، فبعض الأسر من أبناء العامة هم يوطنون مركز
قضاء القرنة ويتعايشون مع أكثرية من سكان القضاء الذين غالبيتهم ينتمون إلى
المذهب الشيعي الأمامي ، فرغم الظروف التي
عصفت بالقضاء والتغيرات السياسية التي مر بها الوطن وتعدد الأنظمة المستبدة إلا
أنّ العائلة العراقية تضم نسيجاً متكاملاً
من الأسر المختلفة في الانتماء العقدي ، لكنْ يجمعهم حسن المعاشرة والمجاورة
الحسنة والتزاوج والمصاهرة ، وغيرها من مفردات التعايش الاجتماعي .
1- الدين الإسلامي :
هو الرابط الروحي الذي يجمع ما بين الناس توحيدهم لله وطاعتهم لله في أداء
الأعمال العبادية ، إذ كان موسم حج بيت الله وزيارة قبر الرسول الكريم ( صلى الله
عليه وآله ) خير دليل في التقارب الروحي والأخلاقي إذ كان السفر نقطة الالتقاء ما
بين أبناء المذهبين .
وقد تجلى في الخطاب النبوي كثير من
الفهم الحقيقي لاحترام فالأخوة الإسلامية نابعة من صميم الأبوة المحمدية إذ يقول
في خطبة الوداع( أيّها الناس اسمعوا قولي
وأعقلوه ، تعلمنّ أنّ كلّ مسلم أخ للمسلم ، وإنّ المسلمين أخوة ، فلا يحلّ لامرئ
من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمنّ أنفسكم اللهُمَّ هل بلغت )(14)
.
2- اللغة واللهجة والتحاور :
لا توجد فوارق فردية بين أبناء الأقضية والنواحي والقرى المجاورة في
استعمال الكلام اليومي على الصعيد المحلي أو الرسمي في التخاطب والتحاور، فضلا عن
استعمالهم الفصحى ، إنَّ مجالس الأخوة في الدواوين قديماً وحاضراً قد قربت المشاعر الإنسانية و التعاطف الروحي
وألوان الخطاب القرآني والتحاور من نثر أو شعر فصيح أو غير فصيح قد زرع الحب
والتآخي في قلوب الناس حتى عرف أغلب الناس بالطيبة ، وما زالوا على ذلك بالرغم من
مظاهر العنف التي ظهرت وانتشرت بعد انهيار النظام السابق ، فكل شذوذ ينتهي بعد
فترة وجيزة مادام الأخيار يتصدون في كل
مرحلة راهنة لحلول المشاكل الاجتماعية من نهب وسلب وقتل في سبيل التعصب العشائري
إلا أنّ اللغة والكلام اليومي يجمعهم على التواصل المعرفي .
3- التزاوج والمصاهرة والمجاورة :
إنّ من سمات الترابط الإنساني التزاوج والمصاهرة والمجاورة ، لأنّها سنة
الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) .
إنّ التزاوج والمصاهرة قد ساعد على نمو اللقاء بين أبناء المذهبين في
التقارب المكاني ( المجاورة ) ، فالعشرة والمعاشرة تهدم القيود لتحل محلها الألفة
والمحبة والتودد .
4- الاحترام المتبادل :
بنتيجة التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية في أماكن للبيع والتبضع ، فالسوق مركز استقطاب
للتآخي والتعايش ، وهو دليل على قوة الروابط الاجتماعية الذي يعرف حالياً بالتعايش
الاجتماعي ، على الرغم من أنّ المنفعة الشخصية في الكسب والتكسب تعود على
صاحبها إلا أنّ العلاقات التجارية
بأنواعها خير دليل للتواصل الاجتماعي ، فالتاجر يعرف بسلوكه وسمعته الطيبة وحسن
خلقه وطيب كلامه ، وكل ما يصدر عنه من فعل أو قول ، فهو يعكس ارتباطه بمعتقداته .
فليس هناك أيّ لون من التعصب لدى الناس
فهم أخوة في الإنسانية والإسلامية ، وقد حذر الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) من التعصب والعصبية ، إذ
روي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله) : ( من كان في قلبه حبة خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة من أعراب
الجاهلية )( 15) ، وكذلك عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنّه قال : قال رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) : ( من تعصَّب أو تُعُصِّب له فقد خلع رِبقَ الإيمان من
عنقه )( 16).
وكذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) : (
ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبية )( 17) ؛ لأنّ من أخلاق الوحدة التجرد
والتحرر من العصبية والالتزام بالحق ، كما إنّ من أخلاق الخلاف والفرقة ( العصبية
) .
ثانياً : التعايش الاجتماعي بين
المسلمين والطائفة المندائية :
لقد استوطن الصابئة الأهوار منذ
القديم ، ومن ديانات سكان الأهوار ديانة الصابئة المندائيين الذين يتكلمون اللغة
المندائية ، وهي من اللغات السريانية ، ويبدو أنّ الدين الصابئي المندائي هو الدين
الأقدم بين الديانات العراقية فيؤمنون بالتوحيد بالحي العظيم ويؤمنون بان نبيهم
الأول آدم ومساكنهم تحاذي نهر الفرات( 18).
ويبدو آثارهم تمتد بحسب استيطان أجدادهم الكلدانيين الذين عاشوا في منطقة
الأهوار والبحيرات على طول المجرى السفلي لنهري دجلة والفرات (19) .
يقوم الإسلام على احتواء الآخر، والانصهار معه في بوتقة الإنسانية ولا يعمل
على إلغائه وإقصائه كما في الخطاب القرآني في قوله تعالى : ( إنّ الذين آمنوا
والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم
أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة / 62
وكثير من آيات الاحتواء تدلّ على وحدة
التعامل الإنساني كما في قول تعالى :( فذكر إنّما أنت مذكر ) الغاشية / 21 ، وكذلك
( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف / 29 .
وهناك حقيقتان موضوعيتان لا بدّ من ذكرهما (20):
الأولى : لم يتم بناء الإسلام على إبادة
شعوب أو إقصاء فكر وحضارة الإسلام التي امتدت قرونا ووصلت إلى أقاصي الأرض اعتمدت
عدم إلغاء الآخر ( يا أيّها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً
وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اتقاكم إنّ الله عليم خبير ) الحجرات : 13 .
الثانية : لا بُدَّ من الاستنارة بالأنموذج
التاريخي والاتكاء عليه لإنارة بعض الظلمة .
وفي الأنموذج التاريخي نتلمس مظاهر التعامل الإنساني الذي صدرت من رسول
الله ( صلى الله عليه و آله ) منقذ البشرية من خلق رفيع وكلمة طيبة وسلوك حسن
وتعامل كريم مع الطوائف والملل وأصحاب الأديان السماوية السابقة كاليهود والنصارى
والصابئة وغيرهم ، فضلاً عن مواقف الأئمة (عليهم السلام ) وتعاملهم النموذجي مع
الآخرين من حوار وتعامل بلغة التسامح والجدال بالتي هي أحسن سواء ، فالقرآن يدعو
إلى الاعتراف بالآخر كما في قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة
بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً
من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون ) آل عمران / 64 .
1-
التداخل اللغوي :
إنّ
التداخل اللغوي من العناصر المشتركة التي أفضت إلى ثقافة وطنية ينتمي إليها الجميع
، فعلى الرغم من الاختلاف في العقائد ، فالكلام اليومي يقوم على التجانس الحقيقي
بين أفراد المجتمع والأنظمة الحاكمة ، فمهموم المواطنة تنطوي في داخلها الاهتمام
بالحفاظ على اللغات المحلية كحق من حقوق الجامعات الفرعية ، فبالرغم من أنّ الفئات
يمتلكون لغات خاصة يعرفون ويقرأون بها طقوسهم وعباداتهم إلا أنّ لغة الكلام اليومي
هي السائدة قديماً وحاضراً ومستقبلاً ، فضلاً عن لغة التخاطب الرسمي والإداري في
المهن ، وهي اللغة العربية الفصيحة المتمثلة بلغة القرآن الكريم .
2-
احترام المعتقدات فيما بينهم وعدم
المساس بعقيدة الآخر :
لم يكن الاحترام معاصراً ، وإنما
يمتدّ إلى عشرات السنين بل مئات السنين ، فالصابئة يحترمون العقيدة الإسلامية ،
ولم يسجل لهم اهانة للمسلمين بل وصل إليهم أنّهم يتخاطبون بتحية الإسلام الصريحة (
السلام عليكم ) ويحضرون أماكن التعزية للناس ، وكذلك يشاركون بالحزن لمقتل سيد
الشهداء ( عليهم السلام ) ، وهذا ما لمسناه من هم قديماً ومعاصراً على الرغم من
قلتهم .
وأحياناً يصل بهم الأمر إلى إغلاق محال
تجاراتهم في يوم عاشوراء ويوم أربعينية الإمام الحسين ( عليه السلام ).
3-
التواصل الاجتماعي :
وهو الاحترام المتبادل فيما بين الناس ومن ديانات مختلفة ، ربما يجمعهم
وظيفة معينة أو مدرسة أو سوق للتبضع أو تجارة .
يرتبطون بصداقة قديمة مع شخصيات درسوا معنا في
المدارس الثانوية والدراسة الجامعية ، فضلاً عن تواجدهم في أمكان التبضع والسوق ،
، فالتبادل التجاري معهم بارز فهم يتميزون
بمهنة الصياغة وبيع المجوهرات ، وما زالوا عليها وبعض الحرف القديمة التي انقرضت
كصناعة أدوات الزراعة .
وما يروى عن ( الشريف الرضي ) الشاعر العربي العلوي في نسبه - رحمه الله -
أنّه كان صديقاً ( لأبي هلال بن المحسن الصابئ ) ، ولما مات ( الصابيء ) رثاه
بقصية رائعة ومؤثرة مطلعها :
أرأيت
من حملوا على الأعواد أرأيت كيف خبا
ضياء الوادي
فعاتبه بعض أصدقائه وأصحابه ، وقالوا له
: نّه ( صابيء ) وليس ( مسلماً ) ، فقال : إنّما رثيت فضله .
4- المشاركة في المشاريع الاقتصادية :
إنّ التعددية في أطياف الشعب
العراقي مصدر خصب وعطاء وقوة ويجب على العراقيين أن يضعوا العقد الاجتماعية
الجديدة التي تقوم على أساس مبدأ المواطنة فيه متساوية في الحقوق والواجبات ، وعلى
أساس حق المشاركة في تسيير شؤون بلدهم ، وإقامة نظام ديمقراطي يحترم الخصوصية
والتنوع في إطار الوحدة العراقية ؛ لأنّ العراق من المجتمعات التي تمتاز بالتعدد والنوع(21)،
وهناك روابط تاريخية ووحدة مصير وعوامل شخصية وعوامل اجتماعية وعوامل سياسية ،
فالدعوة الحقيقية إلى أخوة الوطن في التعايش السلمي في إطار مجتمع مدني قائم على
مساحات مشتركة من أهمها(22):( عدم التمييز ، ومشاركة الحكومة ، والانفتاح
والمساءلة ، والمشاركة في البناء والمؤازرة في التنمية )(23) هي الأساس في التعايش
الاجتماعي .
مقومات المواطنة في مناطق شمال البصرة :
تتجلى هذه المقومات في النقاط الآتية :
1-
العامل الديني والارتباط الروحي مع الله والخوف من العقوبة الإلهية : وهذا دليل على التمسك بمبادئ الإسلام في الآخر
ومبادئ الديانات في توحيد الله عن الآخرين .
وقد أشارت الدراسات أنّ الوحدة بين أبناء البشر يمكن أن تتحقق فيما إذا كان
هناك قاسم مشترك رئيسي ، وهذا القاسم المشترك محدد على مستوى البشرية على أساس
أمرين هما :
الأول : الإيمان بالله تعالى والوحي
والرسالات واليوم الآخر .
الثاني: القبول بالعزة والكرامة
الإنسانية والاحترام للإنسان وحريته في العقيدة والفكر والعمل (2).
2- العامل الثقافي :
إنّ الثقافة هي تلك المستودع الكبير
والمتراكم الغزير بعدة أشياء مختلفة منها
المعارف المتنوعة والمعتقدات السائدة والقيم الأصيلة والفنون الجميلة وأساليب حفظ
البقاء التي اكتشفها أو استعارها أو أوجدها الإنسان ، وهذه المعالم متوفرة في
عقلية المثقف العراقي الجنوبي بطبيعته المتواضعة وبساطة عيشه على الرغم من امتلاكه
عوامل القوة والشجاعة والجرأة إلا أنّه لا يعتدي على الغير بطريقة العنف الطائفي
أو المذهبي أو العرقي وهذا يفسر لنا تواجد طائفة الصابئة في هذه المناطق وهي
بالأصل أماكن شاسعة من الأهوار قبل أن تكون حواضر في المستقبل .
3- عامل التركيب العشائري : هو
طبيعة المكونات الاجتماعية وأجواء تلك المناطق الجنوبية التي تمتلك أرثاً أصيلاً
يمتد إلى عراقة جذورها إلى القبائل العربية فتمسكها بالتقاليد العربية من نخوة
وإيثار وكرم وجود وبذل وسخاء يعد من العيب الاعتداء على الغير من دون ذنب أو ظلم ،
فكانت تلك الأسر بحماية تامة من قبل العشائر ، وهناك روابط اجتماعية يجتمعون حولها .
4- عامل الاعتراف بالوجود الديني
والاجتماعي بأصحاب هذه الديانات ضمن المجتمع الإسلامي على علاقات المواطنة أو
العلاقات الاقتصادية أو علاقات الأسرة والروابط الاجتماعية (2).
مسك الختام :
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على جزء ميسر من ملامح التعايش الاجتماعي في
مناطق بعيدة عن مركز محافظة البصرة عرفت حالياً بشمال البصرة وهي تضمن قضاء القرنة
والمدينة ونواحيها التابعة لها ، ومدى التعايش الاجتماعي بين أبناء الأقضية
والنواحي قديما ومعاصراً وقد امتد هذا التواصل الإنساني بمختلف المذاهب والمعتقدات
إلا غالبية هذه المدن تحت راية واحدة هي راية المذهب الشيعي الأمامي لكن توجد
أقليات لمذاهب مختلفة كالمذهب السني وهي اسر تسكن مركز قضاء القرنة ، فضلاً عن
المذهب الشيخي الذين يكثرون في قضاء المدينة في مناطق الخاص والسواد والعلوان
والخليفة والجري وغيرها وكذلك بعض الأسر في قضاء القرنة .
أخذ البحث بمحاوره الموضوعية النظرة الإسلامية للتعايش من خلال الإشارة إلى
التعايش الاجتماعي في الخطاب النبوي مقارنة بالفهم القرآني التي يتضمنه النص
المقدس حول هذا الموضوع ، ثم توزيع الموضوع عبر محورين رئيسين :
أولا : التعايش الاجتماعي بين أبناء
المذاهب الإسلامية
ثانياً : التعايش الاجتماعي بين
المسلمين والطائفة المندائية
درس البحث هذين المحورين من زاوية اجتماعية
، وهي دراسة في مقاربة انثروبولوجية اعتمدت على الوصف والتحليل والاستنتاج ، ولم
تعتمد على الإحصاء في وضع الأسر في
استبيان عام حتى لا يخرج البحث من أهدافه المشروعة المتمثلة في النقاط الآتية :
1-
معرفة الترابط الإنساني بين عدة مذاهب تجمعها الدين الإسلامي تتخللها طائفة
على غير الدين الإسلامي .
2-
الإشارة إلى مظاهر التعايش الاجتماعي بقيمه الإنسانية الخالدة وحدة الدين
واللغة واللهجة والتزاوج والمصاهرة والمجاورة واحترام المعتقدات المختلفة والتداخل
اللغوي والتواصل الاجتماعي والمشاركة في
المشاريع الاقتصادية .
3-
لم يسجل البحث أي اعتداء أو صراع
قائم أو نزاع قائم بسبب النعرات الطائفية ، فربما حصل شيء من الجرائم من الاعتداء على المحال التجارية
بهدف السرقة ، وأيضاً من خطف بعض الأطفال
بهدف الحصول على المال وهم يعودون إلى الأسر من الصابئة أو الأسر الشيخية ، وقد
كان بين أبناء المذهب الواحد بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة
فكانت هذه الأعمال نشازاً وشذوذاً لم تخلق
بين الناس الكره والحقد بل كشف النقاب عن المجرمين بدأوا يظهرون بعد غياب سيادة
القانون والسلطة بعد السقوط بعداد عام 2003 م ، وسماح قوات الاحتلال للوضع
بالانفلات الأمني مما ارتبكت جرائم بحق الإنسانية لكنها قليلة قياساً عن المناطق
الأخرى الموجودة في محافظة البصرة .
4- كشف البحث عن الغيرة الجنوبية عند
الأهالي إذا تعرض شخص إلى شيء من الاعتداء من ناس مجهولين فالمساعدة الاجتماعية هي
الوجه الثاني للتواصل والتعايش الاجتماعي بين أطياف المنطقة الواحدة فهناك كثير من
المواقف النبيلة للأهالي سجلوا دروساً في التواصل الاجتماعي تملأ عليهم عقائدهم
الدينية وتقاليدهم وأعرافهم من إيثار ومروءة وتسامح وكرم وجود .
5- ابتعاد البحث عن الإحصاء ؛ لأنّه لم
يسجل أيّ ملاحظات أو ظواهر سلبية تثير الشك والشبهة حول التعايش الاجتماعي ويفقد
البحث حيوته ومفهومه في هذه المناطق البعيدة المعزولة من التشذرم الطائفي
والتيارات التي تؤجج الوضع وتخلق الظواهر السلبية .
6- برّز البحث ألوان ومظاهر التعايش
الاجتماعي بطبيعتها الإنسانية من دون تعصب لجهة معينة وخضع تلك الألوان وفق الحق
الإنساني العام في ضوء النص القرآني ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
الحجرات/13 .
7-
إنّ التنوع الاجتماعي سلاح ذو حدين ، نعمة أو نقمة ، وكلّ ذلك يتوقف على
توفير هذين المبدأين الجوهريين ، أي مبدأ الحرية والعدالة ، فأبناء العراق ثروة
للعراق ، يستمد من حرية المكونات العرقية والدينية والمذهبية وأبناء المنطقة
يتمتعون بتلك الحرية ؛ بما يتصل بالتكوين الثقافي والروحي والتراثي واللغوي .
8- خلو منطقة شمال البصرة من الخلافات
المذهبية والطائفية لأسباب كثيرة منها خلوها من الخلافات السياسية والتيارات
الفكرية المدعومة من أجندة خارجية وإنّ ما حدث في فترة غياب الأمن بعد عام 2003 م
من اعتداء على الشخصيات ؛ لأسباب عداء أو خلاف شخصي أو سرقة الأموال من الأماكن
التجارية أو خطف أبناء بعض الأسر الميسورة كان بدافع الحصول على المال بطريقة
السلب والنهب ويرجع ذلك إلى خلو أغلب مناطق العراق .
9- أثبت البحث أنّ أبناء جميع المذاهب
الإسلامية من سنية أو شيعية أمامية أو شيخية ، فضلاً عن أبناء الطائفة الكلدانية
المندائية ( الصابئة ) يتمتعون بحرية الفكر والعبادة في جوامعهم وحسينياتهم وأماكن
تواجدهم ويمارسون طقوسهم الدينية العبادية والشخصية على أساس مبدأ احترام أراء
الآخرين .
10-
لم تشهد منطقة شمال البصرة أيّ لون
من ألوان التهجير القسري لكل أبناء الأسر الشيعية أو السنية أو الشيخية أو أسر
الصابئة ، ولم يمارس أيّ اعتداء بدافع النعرات الطائفية .
11 - استطاع البحث أن يعطي دراسة وصفية
لمظاهر التعايش الاجتماعي إذ وجد حالة صحية هي ذوبان الطائفة المندائية ذائبة في
أحضان أبناء العشائر وفي عمق العشيرة الجنوبية فكل أسرة منها هي كبقية الأسر
العربية العراقية لا فرق بينها وبين بقية الأسر العراقية وهذا يجري إلى حالة ذوبان
وانصهار الأسر فيما بينها ، على الرغم من
تواجدهم في مركزي قضاء القرنة والمدينة فالصابئة في تعايش اجتماعي وعشائري
مع أهالي الشرش ومع عشائر السعد في قضاء القرنة وعشائر بني لام ضمن عشيرة النصيري
في قضاء المدينة.
12 – أثبت البحث وجود أسرة مسحية واحدة
تعيش بسلام وأمان بين أهالي قضاء المدينة ، ويمكن بيان توزيع الأسر المتعايشة بحسب
الجدولة الآتية :
اسم القضاء
|
الأسر المندائية
( الصابئة )
|
الأسر المسيحية
|
الأسر الشيخية
( بني عامر )
|
قضاء القرنة
|
15
|
-
|
-
|
قضاء المدينة
|
10
|
1
|
1500
|
المجموع الكلي
|
25
|
1
|
1500
|
الهوامش
[1] - ينظر : الحاكم والتنوع الاجتماعي
: رشيد سعد إبراهيم ، ضمن اتجاهات المستقبل العراقي وضرورات الرش السياسي ، إصدار
المركز الوطني للدراسات المستقبلية ، مطبعة القضاء ، العراق ، النجف الأشرف ، ط 1
، 2006 – 1426 هـ : 93 – 98
[2] - الوحدة الإسلامية من منظور
الثقلين ، السيد محمد باقر الحكيم ، ط4 ،مطبعة : العترة الطاهرة ، النجف الأشرف ،
صيف عام 2008 م : 33
[3] - الفهم الحضاري للخطاب القرآني
وأثره في المجتمع العراقي الحديث ، شلتاغ
عبود، مجلة المبين العدد1 ، نيسان سنة
2005م ، مطبعة دار الضياء ، ، ط1 ، النجف
الاشرف1426هـ = 2005م : 143 .
[4] - سيرة النبي ( ص ) أبو محمد عبد
الله بن هشام ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، ، دار الطلائع القاهرة ،
2005 م : ج 2 : 65 ، و دلائل الخيرات في كلام سيد السادات ، فاتن محمد خليل اللبون
، مؤسسة التاريخ العربي ، ط1 ، 1425ه = 2004م : 12 .
[5] - تحف العقول عن آل الرسول ، أبو
محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة البحراني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 1 ،
1426ه = 2005 م: 28
[6] - المصدر نفسه : 29
[7] - المصدر نفسه : 46
[8] - المصدر نفسه : 64
[9] – المصدر نفسه : 62
[10] - ينظر : المصدر نفسه : 65
[11]- ينظر : سيرة ابن هشام : 2 / 66-67
[12] - المصدر نفسه : 2 / 68
[13] - تحف العقول :47
[14] -
سيرة ابن هشام : 4 / 147
[15] - الأصول من الكافي : أبو جعفر
محمد بن يعقوب الكليني ، تصحيح : علي اكبر الغفاري، ثامن الأئمة ( ع ) – قم ، ط1 ،
2005م = 1426هـ – باب العصبية ح 3 : 2 / 439
[16] -
المصدر نفسه - باب العصبية ح2 : 2
/ 439
[17] - سنن أبي داود ، أبو داود سليمان
بن الأشعث السجستاني ، دار الكتاب العربي ، بيروت – باب في العصبية :ح 5121 : 4 /
494
[18] - الأهوار حضارة سومر جنائن الماضي
...سحر الحاضر ، مهدي الحسناوي ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، ط1 ، بغداد ، 2004
، ص 87 – 91
[19] - ينظر : تاريخ مدينة المدينة ،
كاظم وهيم الخفاجي مطبع حداد ، البصرة ، 2001 = 1323هـ ، ط 1 ، ص 10 .
[20] - الإسلام وإلغاء الآخر ، د سلام
عبد الكريم سميسم ، ، مؤتمر السليمانية ( ندوة اللاعنف ) بيت الحكمة ، العراق ،
بغداد 2009 : ص 28 .
[21] - التكوين الأثني في العراق وجدلية
العنف ، د . كريم محمد حمزة ، مؤتمر السليمانية ، ندوة اللاعنف ، بيت الحكمة ،
العراق ، بغداد : ص 132.
[22] - ينظر : العلاقات الاجتماعية بين
الجماعات الاثنية في مدينة كركوك الواقع والطموح ، د فريد جاسم حمود ، ص 135 – 144
، مؤتمر السليمانية – ندوة اللاعنف ، بيت الحكمة ، العراق ، بغداد 2009 .
[23] - ينظر : المصدر نفسه : 135 – 144
[24] - الوحدة الإسلامية من منظور
الثقلين: 59
[25] - المصدر نفسه : 77
المصادر
1- القرآن الكريم
2- الإسلام وإلغاء الآخر : د . سلام عبد الكريم سميسم ، مؤتمر السليمانية ( ندوة اللاعنف ) بيت
الحكمة ، العراق ، بغداد 2009.
3- الأصول من الكافي : أبو جعفر محمد بن
يعقوب الكليني ، تصحيح : علي اكبر الغفاري، ثامن الأئمة ( ع ) – قم ، ط1 ، 2005م =
1426هـ – باب العصبية ح 3 : 2 / 439
4- الأهوار حضارة سومر جنائن الماضي ... سحر
الحاضر ، مهدي الحسناوي ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، ط1 ، بغداد ، 2004 .
5- تاريخ مدينة المدينة : كاظم وهيم الخفاجي مطبع
حداد ، البصرة ، ، ط 1 ، 2001 م = 1323هـ .
6- تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمد
الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة البحراني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 1 ،
1426ه = 2005 م .
7- التكوين الأثني في العراق وجدلية العنف :
د . كريم محمد حمزة ، مؤتمر السليمانية ،
ندوة اللاعنف ، بيت الحكمة ، العراق ، بغداد
.
8- الحاكم والتنوع الاجتماعي : رشيد سعد
إبراهيم ، ضمن اتجاهات المستقبل العراقي وضرورات الرش السياسي ، إصدار المركز
الوطني للدراسات المستقبلية ، مطبعة القضاء ، العراق ، النجف الأشرف ، ط 1 ، 2006
– 1426 هـ .
9- سنن أبي داود : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، دار
الكتاب العربي ، بيروت – باب في العصبية :ح 5121 : 4 / 494
10-سيرة النبي ( ص ) : أبو محمد عبد الله
بن هشام ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ،
دار الطلائع القاهرة ، 2005 م ، و دلائل الخيرات في كلام سيد السادات ،
فاتن محمد خليل اللبون ، مؤسسة التاريخ العربي ، ط1 ، 1425ه = 2004م .
11-العلاقات الاجتماعية بين الجماعات
الاثنية في مدينة كركوك الواقع والطموح : د . فريد جاسم حمود ، مؤتمر السليمانية – ندوة
اللاعنف ، بيت الحكمة ، العراق ، بغداد 2009 م.
12-الفهم الحضاري للخطاب القرآني وأثره في
المجتمع العراقي الحديث : شلتاغ عبود ،
مجلة المبين العدد1 ، نيسان سنة 2005م ،
مطبعة دار الضياء ، ، ط1 ، النجف الاشرف1426هـ = 2005م .
13-الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين ،
السيد محمد باقر الحكيم ، ط4 ،مطبعة : العترة الطاهرة ، النجف الأشرف ، صيف عام
2008 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق